فصل: قال الماوردي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[المجادلة: آية 11]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}
{تَفَسَّحُوا} فِي الْمَجالِسِ توسعوا فيه وليفسح بعضكم عن بعض، من قولهم: أفسح عنى، أي: تنح، ولا تتضامّوا. وقرئ: {تفاسحوا}. والمراد: مجلس رسول اللّه، وكانوا يتضامّون فيه تنافسا على القرب منه، وحرصا على استماع كلامه. وقيل: هو المجلس من مجالس القتال، وهي مراكز الغزاة، كقوله تعالى: {مَقاعِدَ لِلْقِتالِ} وقرئ: {في المجالس}. قيل: كان الرجل يأتى الصف فيقول: تفسحوا، فيأبون لحرصهم على الشهادة. وقرئ: {في المجلس}- بفتح اللام: وهو الجلوس، أي: توسعوا في جلوسكم ولا تتضايقوا فيه {يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} مطلق في كل ما يبتغى الناس الفسحة فيه من المكان والرزق والصدر والقبر وغير ذلك {انْشُزُوا} انهضوا للتوسعة على المقبلين. أو انهضوا عن مجلس رسول اللّه إذا أمرتم بالنهوض عنه، ولا تملوا رسول اللّه بالارتكاز فيه: أو انهضوا إلى الصلاة والجهاد وأعمال الخير إذا استنهضتم، ولا تثبطوا ولا تفرطوا {يَرْفَعِ اللَّهُ} المؤمنين بامتثال أوامره وأوامر رسوله، والعالمين منهم خاصة {دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ} قرئ بالتاء والياء. عن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه: أنه كان إذا قرأها قال يا أيها الناس افهموا هذه الآية ولترغبكم في العلم. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة».
وعنه عليه السلام «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب»
وعنه عليه السلام «يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء»
فأعظم بمرتبة هي واسطة بين النبوّة والشهادة بشهادة رسول اللّه. وعن ابن عباس: خير سليمان بين العلم والمال والملك، فاختار العلم فأعطى المال والملك معه.
وقال عليه السلام «أوحى اللّه إلى إبراهيم، يا إبراهيم، إنى عليم أحب كل عليم» وعن بعض الحكماء: ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم، وأى شيء فات من أدرك العلم. وعن الأحنف: كاد العلماء يكونون أربابا، وكل عز لم يوطد بعلم فإلى ذل مّا يصير. وعن الزبيري العلم ذكر فلا يحبه إلا ذكورة الرجال.

.[المجادلة: الآيات 12- 13]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (13)}
{بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ} استعارة ممن له يدان. والمعنى: قبل نجواكم كقول عمر: من أفضل ما أوتيت العرب الشعر، يقدّمه الرجل أمام حاجته فيستمطر به الكريم ويستنزل به اللئيم، يريد: قبل حاجته ذلِكَ التقديم {خَيْرٌ لَكُمْ} في دينكم {وَأَطْهَرُ} لأنّ الصدقة طهرة.
روى أن الناس أكثروا مناجاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بما يريدون حتى أملوه وأبرموه، فأريد أن يكفوا عن ذلك، فأمروا بأن من أراد أن يناجيه قدّم قبل مناجاته صدقة. قال على رضي الله عنه: «لما نزلت دعاني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: ما تقول في دينار؟ قلت: لا يطيقونه. قال: كم؟ قلت: حبة أو شعيرة، قال: إنك لزهيد. فلما رأوا ذلك: اشتدّ عليهم فارتدعوا وكفوا. أما الفقير فلعسرته، وأما الغنىّ فلشحه». وقيل: كان ذلك عشر ليال ثم نسخ. وقيل: ما كان إلا ساعة من نهار. وعن على رضي الله عنه: إن في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي: كان لي دينار فصرفته، فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم. قال الكلبي: تصدق به في عشر كلمات سألهنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. وعن ابن عمر: كان لعلىّ ثلاث: لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحب إلىّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى. قال ابن عباس: هي منسوخة بالآية التي بعدها، وقيل: هي منسوخة بالزكاة {أَأَشْفَقْتُمْ} أخفتم تقديم الصدقات لما فيه من الإنفاق الذي تكرهونه، وأنّ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا} ما أمرتم به وشق عليكم، {وتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} وعذركم ورخص لكم في أن لا تفعلوه، فلا تفرطوا في الصلاة والزكاة وسائر الطاعات {بِما تَعْمَلُونَ} قرئ بالتاء والياء.

.[المجادلة: الآيات 14- 19]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (18)}
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (19)}
كان المنافقون يتولون اليهود وهم الذين غضب اللّه عليهم في قوله تعالى: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} ويناصحونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين {ما هُمْ مِنْكُمْ} يا مسلمون {وَلا مِنْهُمْ} ولا من اليهود، كقوله تعالى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ}. {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ} أي يقولون: واللّه إنا لمسلمون، فيحلفون على الكذب الذي هو ادعاء الإسلام {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أن المحلوف عليه كذب بحت. فإن قلت: فما فائدة قوله: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}؟
قلت: الكذب: أن يكون الخبر لا على وفاق المخبر عنه، سواء علم المخبر أو لم يعلم، فالمعنى:
أنهم الذين يخبرون وخبرهم خلاف ما يخبرون عنه، وهم عالمون بذلك متعمدون له، كمن يحلف بالغموس. وقيل: كان عبد اللّه بن نبتل المنافق يجالس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ثم يرفع حديثه إلى اليهود، فبينا رسول اللّه في حجرة من حجره إذ قال لأصحابه: يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعين شيطان، فدخل ابن نبتل وكان أزرق، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «علام تشتمني أنت وأصحابك»؟ فحلف باللّه ما فعل، فقال عليه السلام: «فعلت» فانطلق فجاء بأصحابه، فحلفوا باللّه ما سبوه، فنزلت {عَذابًا شَدِيدًا} نوعا من العذاب متفاقما {إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} يعنى أنهم كانوا في الزمان الماضي المتطاول على سوء العمل مصرين عليه. أو هي حكاية ما يقال لهم في الآخرة. وقرئ: {إيمانهم}، بالكسر، أي: اتخذوا أيمانهم التي حلفوا بها. أو إيمانهم الذي أظهروه {جُنَّةً} أي سترة يتسترون بها من المؤمنين ومن قتلهم {فَصَدُّوا} الناس في خلال أمنهم وسلامتهم {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} وكانوا يثبطون من لقوا عن الدخول في الإسلام ويضعفون أمر المسلمين عندهم. وإنما وعدهم اللّه العذاب المهين المخزى لكفرهم وصدهم، كقوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذابًا فَوْقَ الْعَذابِ}. {مِنَ اللَّهِ} من عذاب اللّه {شَيْئًا} قليلا من الإغناء. وروى أنّ رجلا منهم قال: لننصرنّ يوم القيامة بأنفسنا وأموالنا وأولادنا {فَيَحْلِفُونَ} للّه تعالى على أنهم مسلمون في الآخرة {كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ} في الدنيا على ذلك {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ} من النفع، يعنى: ليس العجب من حلفهم لكم، فإنكم بشر تخفى عليكم السرائر، وأن لهم نفعا في ذلك دفعا عن أرواحهم واستجرار فوائد دنيوية، وأنهم يفعلونه في دار لا يضطرون فيها إلى علم ما يوعدون، ولكن العجب من حلفهم للّه عالم الغيب والشهادة مع عدم النفع والاضطرار إلى علم ما أنذرتهم الرسل، والمراد: وصفهم بالتوغل في نفاقهم ومرونهم عليه، وأن ذلك بعد موتهم وبعثهم باق فيهم لا يضمحل، كما قال: {وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ} وقد اختلف العلماء في كذبهم في الآخرة، والقرآن ناطق بثباته نطقا مكشوفا. كما ترى في هذه الآية وفي قوله تعالى: {وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ} ونحو حسبانهم أنهم على شيء من النفع إذا حلفوا استنظارهم المؤمنين ليقتبسوا من نورهم، لحسبان أن الإيمان الظاهر مما ينفعهم. وقيل عند ذلك: يختم على أفواههم {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ} يعنى أنهم الغاية التي لا مطمح وراءها في قول الكذب، حيث استوت حالهم فيه في الدنيا والآخرة {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ} استولى عليهم. من حاذ الحمار العانة إذا جمعها وساقها غالبا لها. ومنه: كان أحوذيا نسيج وحده، وهو أحد ما جاء على الأصل، نحو: استصوب واستنوق، أي: ملكهم {الشَّيْطانُ} لطاعتهم له في كل ما يريده منهم، حتى جعلهم رعيته وحزبه {فَأَنْساهُمْ} أن يذكروا اللّه أصلا لا بقلوبهم ولا بألسنتهم. قال أبو عبيدة: حزب الشيطان جنده.

.[المجادلة: آية 20]

{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)}
{فِي الْأَذَلِّينَ} في جملة من هو أذل خلق اللّه لا ترى أحدا أذل منهم.

.[المجادلة: آية 21]

{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}
{كَتَبَ اللَّهُ} في اللوح {لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} بالحجة والسيف. أو بأحدهما.

.[المجادلة: آية 22]

{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}
{لا تَجِدُ قَوْمًا} من باب التخييل. خيل أن من الممتنع المحال: أن تجد قوما مؤمنين يوالون المشركين، والغرض به أنه لا ينبغي أن يكون ذلك، وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال، مبالغة في النهى عنه والزجر عن ملابسته، والتوصية بالتصلب في مجانية أعداء اللّه ومباعدتهم والاحتراس من مخالطتهم ومعاشرتهم، وزاد ذلك تأكيدا وتشديدا بقوله: {وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ} وبقوله: {أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ} وبمقابلة قوله: {أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ} بقوله: {أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ} فلا تجد شيئا أدخل في الإخلاص من موالاة أولياء اللّه ومعاداة أعدائه، بل هو الإخلاص بعينه {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ} أثبته فيها بما وفقهم فيه وشرح له صدورهم {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} بلطف من عنده حييت به قلوبهم. ويجوز أن يكون الضمير للإيمان، أي: بروح من الإيمان، على أنه في نفسه روح لحياة القلوب به. وعن الثوري أنه قال: كانوا يرون أنها نزلت فيمن يصحب السلطان. وعن عبد العزيز بن أبي رواد: أنه لقيه المنصور في الطواف فلما عرفه هرب منه وتلاها. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول: «اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة، فإنى وجدت فيما أوحيت إلىّ: {لا تجد قوما}». وروى أنها نزلت في أبى بكر رضي اللّه عنه، وذلك أنّ أبا قحافة سب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فصكه صكة سقط منها، فقال له رسول اللّه «أو فعلته»؟ قال: نعم، قال: «لا تعد» قال: واللّه لو كان السيف قريبا منى لقتلته. وقيل في أبى عبيدة بن الجراح: قتل أباه عبد اللّه الجراح يوم أحد، وفي أبى بكر: دعا ابنه يوم بدر إلى البراز، وقال لرسول اللّه: دعني أكرّ في الرعلة الأولى، قال: «متعنا بنفسك يا أبا بكر، أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصرى».
وفي مصعب بن عمير: قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد. وفي عمر: قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر. وفي على وحمزة وعبيدة بن الحرث: قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر.
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة المجادلة كتب من حزب اللّه يوم القيامة». اهـ.

.قال الماوردي: